عمان-
شكل كتاب المستشار الأسري، أحمد عبدالله، "أبناء ما بعد الطلاق"،
تحولاً في المكتبة العربية والأردنية، بما يمثله من معالجة أسرية لقضية ذات حساسية
خاصة، تتعلق بمستقبل أبناء المُطلقين، والذين يدفعون الثمن جراء قرار لم يكونوا
شركاء فيه، ولا تسببوا في تهيئة ظروفه.
وفي حديث للذنيبات نيوز، قال أحمد عبدالله، المستشار الأسري، واليوتيوبر الأردني، والمتخصص
بشؤون الأسرة، قال أن الكتاب يمثل تجربة فريدة في المكتبة العربية والأردنية، سيما
وأن الموضوع لم يطرق غاية اللحظة-في حدود إطلاعه، ذاك أنه يمثل حساسية بالنسبة للمجتمع.
وقال عبدالله، أن ارتدادات الطلاق على الأبناء، تكون متباينة وفق المتغيرات
الإدراكية والعمرية والجندرية "الذكور والإناث"، لأولئك الأبناء، سواء
منهم الأسوياء،أو ذوي الإعاقة، خصوصًا في مجالات مشاعر الفقد وعدم التكيف، والصدمة
والتحصيل المدرسي والعلمي، ومشاعر الثقة بالذات وبالمجتمع والأمن والاستقرار.
وأشار عبدالله، أنه وخلال خبرته الممتدة لنحو عقدين من الاستشارات الأسرية،
وجد أن عددًا ممن يقبلون على الطلاق، يحجمون عنه لاحقًا حالما يستشعرون تلك
الارتدادات على أبنائهم.
وأضاف عبدالله، أن مرحلة التعارف، والتي تتطلب بناء صورة واضحة عن معايير
الزواج بين الطرفين، لا تمنح حقها في المجتمع، ما يتسبب بأزمة أسرية نتيجة غياب
المعايير السليمة في الزواج وتخير شريك-شريكة الحياة، وعدم ممارسة التعاليم
الدينية الإسلامية الحقيقية في الزواج، والتي تؤكد على ضرورة "الإختيار
السليم"، كسلوك أمني وقائي يُبعد الأسرة عن حالتها المرضية المتمثلة
بالاندفاع نحو الطلاق.
وحول دور دائرة قاضي القضاة، أكد عبدالله، ضرورة تطوير الدورات المختصة
للمقبلين على الزواج، كمًا ونوعًا، إلى جانب التوجه نحو الأهالي، سيما وأن معظم
حالات الطلاق تحدث نتيجة التدخلات من قبلهم في حياة الزوجين.
وخلال الحديث عن "الأشخاص ذو الإعاقة"، قال عبدالله، أن أسر
الأشخاص ذو الإعاقة، أقل ميلاً للطلاق، وحتى تلك السوية، والتي من بين أبنائها ذو
إعاقة، لا تميل للطلاق مقارنة بالأسر السوية، والتي تضم ذوي إعاقة بين أفرادها.
في حين لم توجد دراسة حول أسباب هذه "الملاحظة العلمية"، والخاصة
بعبدالله، أضاف عبدالله، أن تداعيات الطلاق على الأشخاص ذو الإعاقة، مُضاعفة نتيجة
غياب الداعم والمساند لهم ممثلاً بالأم والأب، إلى جانب حاجاتهم الطبيعية كذوي
إعاقة وأطفال في آن واحد.
ويعد الكتاب مُصاغًا بطريقةٍ شعبية، تناسب أفهام الجمهور غير المتخصص، بما يحقق النفعة للمستهدفين من الأسر، حيث سيتواجد الكتاب ضمن رواق دار أسامة للنشر والتوزيع، ضمن معرض عمان الدولي للكتاب، والذي سينطلق نهاية الاسبوع الجاري-يوم الخميس، في مكة مول بالعاصمة عمان، وسط مشاركة محلية وعربية ودولية غنية بالمضامين والعناوين.
(الذنيبات نيوز)